أداة فمويّة: حلّ ممتاز لانقطاع النفس أثناء النوم

هل استيقظتم متعَبين مرّة أخرى؟ أفراد العائلة يتذمّرون من الشخير المزعج؟ انتبهوا: انقطاع النفس أثناء النوم لا يسبّب الشخير فحسب، بل يؤدّي إلى انخفاض خطير في مستوى الأكسجين في الدم خلال النوم ويزيد بـ 3 أضعاف (1) من خطورة الإصابة بنوبة قلبيّة والسكتات الدماغيّة. من الضروري علاج المشاكل بأسرع ما يمكن.

نحو %50 من الرجال ونحو %24 من النساء يعانون من مشكلة الشخير. هذا ما تظهره أبحاث عديدة أجريت في جميع أنحاء العالم. بالإضافة، يتّضح من المعطيات أنّه بعد جيل الـ 50، نسبة النساء اللواتي يعانين من الشخير تزداد تدريجيًا، إلى أن تتساوى في مرحلة معيّنة مع الرجال. تجدر الإشارة: مشكلة الشخير ليست المشكلة الحقيقيّة، بل أنّها بمثابة أعراض لمشكلة أكبر تسمّى "انقطاع النفس أثناء النوم". هذه المشكلة قد تعرّض حياتنا إلى الخطر، لا سيمّا عندما يدور الحديث عن انقطاع النفس بدرجة شديدة أثناء النوم.

|| للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معجزة "ربانية" طعام بسيط يغذي ,,المخ ويحسن بنية الدماغ ويقوي الذاكرة خلال وقت قصير"احرص عليه"!

 

أقوى بمليون مره من ابرة الانسولين عشبة جبارة تخفض السكر التراكمي في الدم فورإ خلال دقائق فقط!

 

انقطاع النفس أثناء النوم: 200 انقطاع نفس في ليلة واحدة

كما ذكرنا، الشخير هو عُرض فقط لانقطاع النفس أثناء النوم. يدور الحديث عن حالة تنخفض فيها نسبة الأكسجين في الدم إلى ما دون %90-%80، وذلك بسبب انسداد مجرى النفس أثناء النوم. في هذه الحالة، يقوم مركز مراقبة الأوكسجين في الدماغ ببثّ إشارات استغاثة. إذا استمرّ انقطاع النفس لأكثر من 15 ثانية، يوقظ الدماغ الإنسان بشكل جزئي، ممّا يفتح مجرى التنفّس ويردّي إلى تدفّق الأكسجين. يتغيّر عدد انقطاعات النفس خلال الليل من شخص لآخر، وقد يصل إلى 200 انقطاع في ليلة واحدة!

في معظم الحالات، لا تكمن الخطورة في انقطاعات النفس ذاتها بالضرورة. عمليًا، غالبيّة الأشخاص لا يشعرون أنّهن يستيقظون بسبب انقطاع النفس. مع ذلك، تثبت أبحاث كثيرة أنّ هذه اليقظات القصيرة تضرّ بجودة النوم وتزيد من خطورة الإصابة بالمرض بشكل كبير.

خطورة متزايدة لوجود مشاكل صحيّة ولوقوع حوادث طرق

على سبيل المثال: تبيّن أنّ الأشخاص الذين يشخرون معرّضون لخطورة الإصابة  بالنوبات القلبيّة، السكتات الدماغيّة والسكّري أكثر بـ 3 أضعاف (!) بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يشخرون. على ضوء ذلك، يقوم الكثير من الأطبّاء بتوجيه المتعالِجين الذين يزورون عياداتهم للمرّة الأولى ويعانون من ضغط دم مرتفع، غير مستقر ولا يستجيب للأدوية إلى إجراء فحص في مختبرات النوم. بحسب بحث آخر، والذي فحص أسياي حوادث الطرق - الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم معرّضون للإصابة بحوادث طرق أكثر بـ 9 أضعاف (!) بالمقارنة مع بقيّة الأشخاص. هذا لأنّ اليقظات المتعدّدة خلال الليل لا تتيح المجال للدماغ للراحة بالشكل الأفضل. نتيجة لذلك، يضرّ الشخير بالقدرات الذهنيّة ويسبّب التعب وعدم التركيز خلال اليوم.

كيف يحدث الشخير؟

خلال ساعات الليل، يمرّ الدماغ تدريجيًا في ثلاث حالات نوم: النوم الخفيف، نوم حركة العين السريعة (REM) والنوم العميق. خلال النوم العميق، "تُشَلّ" كلّ عضلات الجسم (ما عدا عضلات التنفس وعضلات العينين). عضلة اللسان تُشلّ أيضًا، بسبب الارتخاء، وينخفض إلى الوراء ويلتصق بالحنك ولهاة الحنك (بالأخصّ في حالة النوم على الظهر). في هذه الحالات، انخفاض اللسان يؤدّي إلى انسداد جزئي أو كلّي لمجرى الهواء. بهذا الشكل، الهواء الذي يمرّ بضغط يحرّك لهاة الحنك. وطرقات ملامسته لسطح اللسان هي التي تصدِر صوت الشخير.

ما هي الحلول الممكنة لمشكلة انقطاع النفس أثناء النوم؟

حتى الآن، تمّ تطوير ثلاثة حلول أساسيّة، يمكن من خلالها منع انقطاع النفس أثناء النوم:

عمليّة جراحيّة عمليّة جراحيّة تُجرى من قِبل طبيب أنف، أذن وحنجرة، إذ يحاول من خلالها خَفض لهاة الحنك، تقصير الحنك، وأحيانًا قطع جزء من اللسان بهدف فتح مجرى الهواء. في بعض العمليّات الجراحيّة، يتمّ إدخال قضبان مرنة إلى الحنك لمنع انخفاض اللسان. يدور الحديث عن عمليّات جراحيّة معقّدة، وبطبيعة الحال تنطوي على مخاطر كثيرة. نسبة نجاح هذه العمليات تتراوح بين %50-%40.

قناع CPAP قناع CPAP عبارة عن قناع هواء كهربائي، يجب تركيبه خلال الليل على الأنف أو على الأنف والفم معًا. يتمّ توصيل القناع بواسطة أنابيب إلى منفاخ خاص، يدفع الهواء بضغط مرتفع نسبيًا. هذا يمنع انخفاض الحنك واللسان. عمليًا، ضغط الهواء يبعد الحنك واللسان عن بعضهما البعض ويمنع التقائهما. بشكل عام، ينصح أطبّاء النوم في مختبرات النوم باستعمال القناع. برغم أنّ القناع ناجع، إلّا أنّه صعب الاستخدام (التوصيل بالكهرباء، الأنابيب وما إلى ذلك). في العديد من الأحيان، استعمال القناع يصعّب على المتعالِج - لدرجة أنّه يتنازل عنها وعن استخدامها.

أداة فمويّة الحلّ الثالث هو أداة فمويّة خاصّة، يتمّ صنعها وفقًا لفكّ المتعالِج من قِبل أطبّاء الأسنان الذين اجتازوا تأهيلاً خاصًا لذلك. هذا هو الحلّ الأسهل والأنجع: بدون جراحة، بدون أوجاع وبدون لوجستيّات خاصّة. الأداة الفمويّة صغيرة وسهلة للحمل في كلّ مكان. يدور الحديث عن أداة مصنوعة من السيليكون (صفيحة تشبه واقي الأسنان الذي يستخدمه الرياضيّون)، إذ يتمّ وضعها على الأسنان خلال الليل. وظيفة الصفيحة هي الحفاظ على الفكّ السفلي بوضعيّة أماميّة بعض الشيء، مقارنةً بوضعيّته العاديّة، مع الحفاظ على الفم مغلقًا وعلى فراغ 4-3 سم بين الفكّين. بهذا الشكل، يمكن التنفّس بسهولة من جهة؛ من جهة أخرى، وبما أنّ عضلة اللسان متّصلة بالفكّ السفلي، عندما يتمّ تثبيت الفكّ السفلي بوضعيّة أماميّة بواسطة الصفيحة، يتمّ أيضًا تثبيت اللسان بوضعيّة أماميّة ولا يمكنه الانخفاض إلى الوراء وسدّ مجرى الهواء.

هل الأداة الفمويّة ملائمة لكلّ متعالِج؟

الأداة الفمويّة ملائمة لغالبيّة المتعالِجين، لكن ليس لجميعهم. على سبيل المثال: قد لا تكون الأداة الفمويّة ناجعة للمتعالِج الذي يعاني من السمنة الزائدة جدًا، لأنّ الكثافة في تجويف فمه تكون كبيرة، أو للمتعالِج الذي يعاني من مشاكل في مفاصل الفكّ، أو للمتعالِج الذي يعاني من مرض آخر لا يمكن بسببه إزاحة الفكّ السفلي إلى الأمام. لذلك، يجب التأكّد من ملاءَمة هذا الحلّ مع طبيب أسنان ملمّ في المجال واجتاز تأهيلًا مهنيًا خاصًا في هذا المجال.

عمليّة ملاءَمة الأداة

في المرحلة الأولى، يزور المتعالِج طبيب الأسنان لمحادثة أوّليّة ولفحص مبنى الفكّ، اللسان ولهاة الحنك. إذا لزم الأمر، يجري المتعالِج صورًا للأسنان و/أو يتمّ توجيهه إلى مختبر النوم (للتحقّق من حدّة المشكلة). إذا تبيّن أنّ المتعالِج ملائم لاستخدام الأداة الفمويّة ويرغب بذلك، يقوم طبيب الأسنان بأخذ مقاسات فكّيه وإرسالها لتقني المختبر، الذي اجتاز هو أيضًا تأهيلًا مهنيًا خاصًا في المجال. يقوم التقني بصنع الأداة. بعد بضعة أيّام، عندما يأتي المتعالِج لاستلام الأداة، يعلّمه الطبيب كيفيّة وضعها وصيانتها. بالإضافة، يعلّم الطبيب المتعالِج بعض تمارين العلاج الطبيعي (فيزيوترابيا)، التي يُنصَح بممارستها في الصباح من أجل تليين الفكّ وتجنّب الأوجاع.

هل ينطوي استخدام الأداة الفمويّة على أوجاع أو أعراض؟

  بشكل عام، لا. لكن في بعض الأحيان، الاعتياد على الأداة يستغرق بضعة أيّام. من المهمّ مراجعة الطبيب من حين لآخر، للتأكّد من عد تغيير موضع الأسنان نتيجة استخدام الأداة. في جميع الأحوال، استخدام الأداة يمنع الأوجاع و/أو الأعراض.

ملخّص: الشخير ليس مشكلة بحدّ ذاته (باستثناء إزعاج الآخرين...) لكنّه قد يكون بالتأكيد عرضًا لانقطاع النفس أثناء النوم. لذلك، يجب معالجة الشخير. يمكن اليوم منع الشخير بواسطة أداة فمويّة لا ينطوي استخدامها على أوجاع، ولا تحتاج إلى الجراحة أو إلى لوجستيّات معقّدة.

د. عوفر ألطبيرغر، هو طبيب أسنان يعالج مشاكل انقطاع النفس أثناء النوم، وصاحب عيادة "حيوخ ريشون"

.